للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من المؤتمر السادس لجمعية التعليم لعموم الهند لفضيلة نائب رئيس الإفتاء الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع

" الخطاب الذي ألقاه عن الوفد السعودي لحضور المؤتمر السادس لجمعية التعليم لعموم الهند في حيدر آباد الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع ".

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وعلى آله وصحبه وبعد:

لقد تعددت المؤتمرات الإسلامية في الآونة الأخيرة، وتعددت المناسبات الموجبة لانعقادها، وانتهى ما تم انعقاده منها بقرارات ونداءات وتوصيات، على أن الشريعة الإسلامية أصل أساسي لإسعاد الإنسان وإحلال التعايش الاجتماعي بين طبقات الإنسان مهما كانت الفوارق الطبيعية بينهم، ومهما كان تباعدهم في اللون والجنس والمكان، وصار من يحضر مثل هذه المؤتمرات ممن ليس مسلما وله عناية بدراسة أمن الإنسانية ورخائها أكثر قناعة وأقرب إلى التسليم والقبول بانفراد الشريعة الإسلامية بتشريعات مدنية وجنائية وأخلاقية لها آثار جليلة وإيجابية في الأخذ بيد الإنسان إلى أسمى مراقي السعادة والهناء وانفرادها دون غيرها من الشرائع الأخرى بالنظرة إلى الإنسان مهما كانت لونه وجنسه ووطنه كوليد له في نفس والده بالغ العطف والحنان ومن جهده في تنشئته النشأة الصالحة.

إننا نطمع من تعدد هذه المؤتمرات وما تنتجه هذه المؤتمرات في الشيء الكثير في سبيل التعريف بالإسلام وإظهار جوانب الإشراق فيما يدعو إليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونسبه الحمد والثناء إلى مسدي الفضل والعطاء والأهل بالمن بالرخاء، ربنا الله الرحمن الرحيم، ذلكم الرب الكريم الذي خلق لنا معشر بني الإنسان ما في الأرض جميعا وقال تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} (١) كما نطمع من هذه المؤتمرات أن تعبئ المشاعر الإنسانية بصدق القول في أن الإنسانية لم تسعد ولن تسعد بغير الإسلام، وأنها أحوج ما تكون إليه الآن فهو دين العقل ودين العلم ودين الحضارة ودين التعايش العام وفضلا عن ذلك كله فهو الرابطة المتينة الفذة بين الإنسان وربه قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} (٢) وبين الإنسان وأخيه الإنسان قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (٣) وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) (٤)» وقال - صلى الله عليه وسلم -: «" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا (٥)».


(١) سورة طه الآية ٨١
(٢) سورة آل عمران الآية ٨٥
(٣) سورة الحجرات الآية ١٠
(٤) صحيح البخاري الأدب (٦٠١١)، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٨٦)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٢٧٠).
(٥) صحيح البخاري الصلاة (٤٨١)، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٨٥)، سنن الترمذي البر والصلة (١٩٢٨)، سنن النسائي الزكاة (٢٥٦٠)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٤٠٥).