للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التقينا بأناس زعموا لنا أن هناك مدرستين في مذهب أهل السنة والجماعة، المدرسة الأولى مدرسة ابن تيمية وتلاميذه (رحمهم الله).

والمدرسة الثانية: مدرسة الأشاعرة، والذي تعلمناه هو ما ذكره ابن تيمية وتلاميذه، أما بقية أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم فإنهم يرون أن لا مانع من تأويل صفات الله وأسمائه، إذا لم يتعارض هذا التأويل مع نص شرعي، ويحتجون لذلك بما قاله ابن الجوزي - رحمه الله - وغيره في هذا الباب، بل إن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل قد أول في بعض الصفات مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: «قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن (١)»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «الحجر الأسود يمين الله في الأرض»، وقوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (٢) وغير ذلك، والسؤال الآن: هل تقسيم أهل السنة والجماعة إلى طائفتين بهذا الشكل صحيح؟ وما هو رأيكم فيما ذكروه من جواز التأويل إذا لم يتعارض مع نص شرعي، وما هو موقفنا من العلماء الذين أولوا في الصفات، مثل ابن حجر والنووي وابن الجوزي وغيرهم، هل نعتبرهم من أئمة أهل السنة والجماعة أم ماذا؟ وهل نقول: إنهم أخطئوا في تأويلاتهم أم كانوا ضالين في ذلك؟ ومن المعروف أن الأشاعرة يؤولون جميع الصفات ما عدا صفات المعاني السبعة، فإذا وجد أحد العلماء يؤول صفتين أو ثلاثة هل يعتبر أشعريا؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:

جـ: أولا: دعوى أن الإمام أحمد أول بعض الصفات كحديث «قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن (٣)». .، وحديث «الحجر الأسود يمين الله في الأرض». . الخ. دعوى غير صحيحة، قال الإمام أحمد بن تيمية: " وأما ما حكاه أبو حامد الغزالي عن بعض الحنبلية أن أحمد


(١) صحيح مسلم القدر (٢٦٥٤)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٦٨).
(٢) سورة الحديد الآية ٤
(٣) مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٢٥١).