للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوجيههم للابتداء الواقع من مصنفيهم بها إنما هو بحسب التبع لذلك لا بطريق الاستقلال، حتى يقال: إن العمل لم يقع إلا بها، وذلك لأنهم رأوها صحيحة المعنى، مخرجة في بعض كتب الأئمة دالة على العمل بما ليس من باب الأحكام، وإنما هو فضيلة من الفضائل، فتساهلوا في أمرها، بينما وجدوا في كلام بعض الحفاظ ما يوهم تحسينها حتى صرح بذلك جماعة من المتأخرين (١).

وسيأتي ذكرها في آخر البحث إن شاء الله تعالى.

تخريج الحديث بلفظ "ذكر الله" حيث ورد: «كل حديث ذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر».

أخرجه بهذا اللفظ معمر في جامعه، قال عبد الرزاق: قال معمر: أخبرني رجل من الأنصار رفع الحديث، قال: فذكر الحديث مثله (٢).

في إسناده رجل مبهم بجانب الإرسال أو الإعضال، ولكنه يتقوى بغيره، ويؤيده اللفظ الآتي عند أحمد وغيره، جاء عنده وعند غيره: "كل كلام. . . لم يبدأ بذكر الله. . . "، كما سيأتي تخريجه إن شاء الله تعالى.

وصرح ملا علي القاري في شرح المشكاة فقال: (جاء الابتداء بذكر الله في حديث رواه الرهاوي في أربعينه، وحسنه ابن الصلاح) (٣).


(١) انظر الأقاويل المفصلة / ٧٣ - ٧٤ ببعض تصرف، والاستعاذة والحسبلة له / ٢٠.
(٢) انظر الجامع لمعمر في آخر المصنف لعبد الرزاق (١١/ ١٦٣) باب تشقيق الكلام.
(٣) المرقاة شرح المشكاة، وكذا نقله عنه الكتاني في الأقاويل المفصلة / ٢٣