للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهنا النفخ في الأولى يؤدي إلى الصعق ثم الموت بينما رأي من قال النفخ هو في الصور فهذا لا يتناسب مع مفهوم الآية، حيث النفخ في الصور يؤدي إلى الحياة.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - «أن أعرابيا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن الصور. قال: ((قرن ينفخ فيه)) (١)».

وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ فينفخ فكأن ذلك ثقل على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا (٢)».

قال ابن كثير: ((والصحيح أن المراد بالصور القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام)) (٣). وهنا نقف على صحة القول بأن الصور هو قرن - بوق - ينفخ فيه لقيام الساعة وخراب الدنيا، وينفخ فيه بعد ذلك لقيام الناس من قبورهم للحساب وبدء اليوم الآخر - يوم الجزاء والحساب -


(١) رواه الحاكم في المستدرك ٤/ ٥٦٠، وقال هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي: ورواه الترمذي في سننه كتاب صفة القيامة في باب: ما جاء في شأن الصور حديث رقم ٢٤٣٠، وقال: هذا الحديث حسن. ورواه الإمام أحمد في المسند ٢/ ١٩٢.
(٢) رواه الترمذي في سننه ((كتاب صفة القيامة)) - ما جاء في شأن الصور - حديث رقم ٢٤٣١، ورواه في كتاب التفسير سورة الزمر، وقال: هذا حديث حسن. ورواه الحاكم في المستدرك ٤/ ٥٥٩.
(٣) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/ ٢٣٤. دار الفكر.