للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} (١).

هاتان آيتان جاءتا في كتاب الله تعالى تبين عدد النفخات في الصور، ففي الآية الأولى يخبر تعالى أنه عند النفخ في الصور النفخة الأولى يفزع من في السماوات ومن في الأرض. والفزع: ((هو الخوف)) (٢).

وفي الآية الثانية بعد النفخ في الصور يصعق من في السماوات ومن في الأرض. والصعق: ((أن يغشى على الإنسان من صوت شديد يسمعه وربما مات منه، ثم استعمل في الموت كثيرا)) (٣). قال القرطبي في كلامه على آية الزمر: ((فاستثنى في نفخة الفزع فدل على أنهما واحدة)). ومن معرفة المعنى للصعق يجعله شاملا لمعنى الفزع، وعلى هذا يكون عدد النفخات اثنتين لا ثلاثا مما يضعف رأي من ذهب من العلماء إلى أن عدد النفحات ثلاث، حيث لا حجة لهم إلا الآية التي في سورة النمل والتي ذكرناها آنفا، أو بحديث الصور، وحديث الصور لا يصح ضعفه العلماء (٤) ولا أعرف دليلا صحيحا يعزز قولهم من كتاب ولا سنة.

وقال الله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} (٥) {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} (٦) وقال ابن


(١) سورة الزمر الآية ٦٨
(٢) النهاية في غريب الحديث والأثر ٣/ ٤٤٣.
(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر ٣/ ٣١، ٣٢.
(٤) انظر فتح الباري ١١/ ٣٦٩.
(٥) سورة النازعات الآية ٦
(٦) سورة النازعات الآية ٧