للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليس فيها موت، ومتناول لغيرهم. ولا يمكن الجزم بكل من استثناه الله، فإن الله أطلق في كتابه. وقد ثبت في الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فأجد موسى آخذا بساق العرش، فلا أدري هل أفاق قبلي أم كان ممن استثناه الله (١)» ? وهذه الصعقة قيل إنها رابعة وقيل إنها من المذكورات في القرآن.

وبكل حال: النبي - صلى الله عليه وسلم - قد توقف في موسى، وهل هو داخل في الاستثناء فيمن استثناه الله أم لا؟ فإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يخبر بكل من استثنى الله لم يمكنا نحن أن نجزم بذلك، وصار هذا مثل العلم بوقت الساعة وأعيان الأنبياء، وأمثال ذلك مما لم يخبر به، وهذا العلم لا ينال إلا بالخبر. والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم (٢).


(١) رواه البخاري في صحيحه كتاب الأنبياء حديث ٣٤٠٨.
(٢) مجموع الفتاوى، شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ٤/ ٢٦١.