للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما. قال: وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى فيه (١)».

وليس المراد أن أهل الحشر يقعون جميعا في العرق ويلجمهم ذلك، بل كل على قدر عمله في الدنيا، وما جاء في حديث ابن عمر وأبي هريرة - رضي الله عنهما - مجمل، فصله حديث المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - المتقدم، وهناك من لم يقع له شيء، ولم يتأثر بشيء من حرارة الشمس لحفظ الله تعالى له بسبب منهجه الحسن في دنياه.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه (٢)».

فهؤلاء أصناف سبعة من الناس يقيهم الله شر ذلك اليوم العظيم وأهوآله، وذلك بظلهم في ظل عرشه سبحانه وتعالى يوم لا ملجأ من شر ذلك اليوم وأهوآله إلا من تعامل مع الله، وتاجر معه بالأعمال الصالحة والقربات الصادقة، فأمنه سبحانه وتعالى في ذلك الموقف، فالمؤمنون يخفف الله عليهم ذلك الموقف ويحاسبون حسابا يسيرا.


(١) رواه مسلم في صحيحه كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، ٦٢، حديث ٢٨٦٤.
(٢) رواه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة، باب ١٦، حديث ١٤٢٣، ورواه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة ٩١، ورواه الترمذي في كتاب الزهد باب ٥٣، والنسائي كتاب القضاة ٢، وموطأ مالك كتاب الشعر ٤، ومسند أحمد ٢/ ٤٣٩.