للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة (١)»، والمراد بالشفاعة هنا: العظمى.

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: " إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها يقولون: يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود " (٢) قال ابن حجر: " وجاءت الأحاديث في إثبات الشفاعة المحمدية متواترة، ودل عليها قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} (٣) والجمهور على أن المراد الشفاعة.

نعم إن المقام المحمود هو الشفاعة التي يحمد عليها - صلى الله عليه وسلم - من الخلق، وإن أعظم ذلك ما هو ظاهر في حقيقته وفي عظم شأنه، وهو الشفاعة العظمى التي يتخلى عنها أولو العزم من الرسل عندما تطلب منهم من الأمم في أن يشفعوا لهم إلى ربهم ليريحهم من هول وعظيم ما هم فيه، ويكون لها - صلى الله عليه وسلم -، كما جاءت الأحاديث مصرحة بذلك. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «أتي


(١) رواه البخاري في صحيحه كتاب التيمم، باب١، حديث ٣٣٥، ورواه مسلم كتاب المساجد، ٣، حديث ٥٢١.
(٢) صحيح البخاري كتاب التفسير، باب ١١، حديث ٤٧١٨.
(٣) سورة الإسراء الآية ٧٩