للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تاسعا: (مجيء جهنم أعاذنا الله منها)

في الموقف المهول المروع كثير الشدائد، ما شعر الخليقة إلا ومطلع مهيب يأتي إليهم، ألا إنه نار جنهم، تجر بأزمتها إلى أرض المحشر، ليرى المجرمون ما كانوا يوعدون وبه يكذبون، فعندما تخرج إليهم ويرونها يخرج منها عنق له عينان وأذنان ولسان يتكلم ويقول إنه موكل بثلاثة أصناف من الناس " كل جبار عنيد، وكل من دعا مع الله إلها آخر، وبالمصورين " فلا هرب من ذلك ولا نجاة لمن كان من أولئك.

قال الله تعالى: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} (١) في يوم القيامة وعلى أرض المحشر عندما يؤتى بنار جهنم يتذكر العبد عمله في الدنيا، ولكن لا ينفعه تذكره ذلك. عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يؤتى بجهنم لها سبعون ألف زمام (٢) مع


(١) سورة الفجر الآية ٢٣
(٢) رواه مسلم في صحيحه، كتاب صفة النار، حديث ٢٨٤٢، ورواه الترمذي في سننه كتاب صفة جهنم باب ١ حديث ٢٥٧٣. وقال: قال عبد الله: والثوري لا يرفعه. وقال النووي: هذا الحديث مما استدركه الدارقطني على مسلم، وقال: رفعه وهم، رواه الثوري ومروان وغيرهما عن العلاء بن خالد موقوفا، قلت: وحفص ثقة حافظ إمام، فزيادته الرفع مقبولة، كما سبق نقله عن الأكثرين والمحققين (شرح النووي على مسلم ١٧/ ١٧٨).