للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مات على ذلك إلا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟، قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق؟، قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق؟، قال: وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر (٢)».

وجه الاستدلال: في الحديث وعد لمن قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك بدخول الجنة. وإن ارتكب بعض الكبائر كالزنا والسرقة. إذا مرتكب الكبيرة الذي قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك يشمله هذا الوعد بدخول الجنة.

الجواب - قال الإمام البخاري - بعد روايته هذا الحديث: هذا عند الموت أو قبله إذا تاب وندم وقال لا إله إلا الله غفر له (٣).

وقيل: إن الحديث محمول على من وحد ربه ومات على ذلك تائبا من الذنوب التي أشير إليها في الحديث، فإنه موعود بهذا الحديث بدخول الجنة ابتداء. . وأما من تلبس بالذنوب المذكورة أو غيرها مما دون الشرك ومات من غير توبة فهو تحت المشيئة، إن شاء الله عفا عنه وأدخله الجنة، وإن شاء عذبه على قدر ذنبه ثم أخرجه من النار وأدخله الجنة. ويدل على ذلك حديث عبادة بن الصامت في كتاب الإيمان، فإن فيه: «ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله تعالى، إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه (٤)»


(١) رواه البخاري في كتاب اللباس، باب الثياب البيض حديث ٥٨٢٧، البخاري (بشرح ابن حجر) جـ ١٠ صـ ٢٨٣، ومسلم في كتاب الإيمان باب من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة جـ ٢ صـ ٩٤.
(٢) انظر: حجج القرآن صـ ٤٣، والفصل جـ ٤ صـ ٤٧. (١)
(٣) انظر: البخاري (بشرح ابن حجر) جـ ١٠ صـ ٢٨٣.
(٤) رواه البخاري في كتاب الإيمان باب ١١ البخاري مع الفتح جـ ١ صـ ٦٤، ومسلم انظر: صحيح مسلم (بشرح النووي) جـ ١١ صـ ٢٢٢ - ٢٢٣.