للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن خلق الإنسان وما ينطوي عليه من إعجاز، وليس المقصود الحديث عن الخالق.

وعلى هذا المسار التركيبي سار البناء في الآيات بعد ذلك فقال تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} (١) {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (٢).

في حين نرى الترجمة الفارسية - كما قلنا - تنتهي بالفعل الذي هو المقصود من الحديث والذي هو في الأصل بداية الجملة فنرى الترجمة تقول: " وهمانا آدمي را ازكل خالص آفريديم (١٢) بس آنكاه نطفه كردانيد، ودرجاي استوار (صلب رحم) قرار داديم (١٣) آنكاه نطفه را علقه وعلقه را كوشت باره وباز آن كوشت را استخوان وسبس براستخوانها كوشت بوشانيديم بس از آن خلقتي ديكر انشا نموديم آفرين برقدرت كامل بهترين آفريننده (١٤).

نجد الأفعال آفريديم، قرار داديم، بوشانيديم، انشانموديم. قد وضعت في نهاية الجمل.

ثانيا: أن الصيغ التي تدل على الفاعل في اللغة الفارسية إما أن تبنى على فاعل معلوم أو فاعل مجهول، وهي المعروفة بصيغة المبني للمعلوم والمبني للمجهول، أما في اللغة العربية فلا تقتصر في الحديث عن الفاعل على هاتين الصيغتين ولكنها تضيف صيغة ثالثة تلك هي صيغة الفعل المطاوع، فقولنا: (انسكب الماء) يختلف في دلالته عن قولنا: (سكب الطفل الماء) وعن قولنا: (سكب الماء) وذلك لأن التعبير الأول يقدم معنى لا تدل عليه دلالته


(١) سورة المؤمنون الآية ١٣
(٢) سورة المؤمنون الآية ١٤