للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألف في التصوف في عصرنا هو من هذا النوع من الناس حتى أخذ منهم الأجحاف مأخذه فسبوا من نسب لهؤلاء من رجالات السلف الصالح.

والطائفة الثانية: أقبلت على علوم الصوفية بلا تمييز فأفاضوا بالمدائح على الصوفية واستماتوا في الدفاع عنها وقبلوا منهم كل قول حقا كان أو باطلا.

قال ابن القيم رحمه الله في وصف هذه الطائفة: (حجبوا بما رأوه من محاسن القوم وصفاء قلوبهم وصحة عزائمهم وحسن معاملتهم عن رؤية شطحاتهم ونقصانها فسحبوا عليها ذيل المحاسن وأجروا عليها حكم القبول والانتصار لها واستظهروا بها في لوكهم وهؤلاء أيضا معتدون مفرطون) (١) أ. هـ كلامه رحمه الله.

وهم أيضا كثيرون في زماننا قد دعاهم هذا للتزيي بزي التصوف والدفاع عنه بلا حكمة ولا بصيرة وعذرهم هو اقتران التصوف الحديث بالبدعة.

والطائفة الثالثة: سلكت طريق العدالة فقبلوا منهم ما عندهم من الحق وردوا ما عندهم من الباطل مهتدين في ذلك بهدى الكتاب والسنة وهؤلاء يقول عنهم ابن القيم رحمه الله: (وهم أهل العدل والإنصاف الذين أعطوا كل ذي حق حقه وأنزلوا كل ذي منزلة منزلته فلم يحكموا للصحيح بحكم السقيم المعلول ولا للمعلول السقيم بحكم الصحيح بل قبلوا ما يقبل وردوا ما يرد) (٢) أ. هـ كلامه رحمه الله. وهم قليلون في زماننا.

لذا أردت أن أكتب بحثا متوسط الحجم بين الطويل الممل والمختصر


(١) مدارج السالكين (٢/ ٤٠).
(٢) مدارج السالكين (٢/ ٤٠)،