للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وساوس شيطانية كما قال سبحانه: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} (١) {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} (٢) {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} (٣) عندما أمرنا أن نتعوذ به من وسوسة الشيطان (٤).

هذا والمتصوفة ترى أن الكشف حالة مستمرة بشيوخهم وأن أولئك الشيوخ دون سائر المؤمنين قد اختصوا بها وظنوا أن الكشف لا يكون إلا من الله خاصة وأنه لا يكون بعضه من الشيطان ولم يفرقوا بين الكشف الرحماني والكشف الشيطاني مما فتح الباب أمام الشيطان ليتلاعب بهم وبعقولهم مع أن هذا النوع من الكشف المدعى كما يكون للمؤمن يكون لسواه من الفساق والكفار والمشركين من الكهان والمنجمين والرمالين الذي كان سببا في انتشار أنواع من الخرافات والشعوذات في محيط الصوفية والتصوف.

وقد ذكر ابن تيمية عدة وجوه تدل على بطلان هذا النوع من الكشف وعدم إمكان الاعتماد عليه في تحصيل المطالب الشرعية وهي: (٥) أولا: أن الرسل لم تأت به وإنما جاءت بالرد للكتاب والسنة وقال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (٦).

ثانيا: أن مجرد ترك الشهوات لا يكفي في تحصيل الحال الإيماني بل لا بد أن تنضم إليه أنواع من العبادات الظاهرة والباطنة حتى تكتمل بصيرته.


(١) سورة الناس الآية ٤
(٢) سورة الناس الآية ٥
(٣) سورة الناس الآية ٦
(٤) انظر مدارج السالكين (٣/ ٢٢٢، ٢٢٣، ٢٢٦، ٢٢٨) شرح العقيدة الأصفهانية (١٢).
(٥) انظر الفتاوى (٢/ ٦٥، ٦٩، ٧٤).
(٦) سورة النساء الآية ٥٩