للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأولى: أن وجود الحق هو عين وجود المخلوق وهو مذهب الحلولية والاتحادية منهم.

الثاني: وهو أخف وهو أنه لا أثنينية في الوجود بل لا بد أن يتصور العارف عدم وجود ذاته وهؤلاء يفرقون بين الخالق والمخلوق لكنهم يجعلون تصور الوجود للمخلوق حال وجود الخالق أثنينية في الوجود تنافي التوحيد للخالق جل وعلا وهذا مذهب صاحب منازل السائرين أبي إسماعيل الهروي ومما أورده من الشعر:

ما وحد الواحد من واحد ... إذ كل من وحده جاحد

فالتوحيد عنده نوعان:

النوع الأول: غير موجود وغير ممكن وهو توحيد العبد لربه.

النوع الثاني: توحيد صحيح وهو توحيد الله لنفسه (١).

ويرى بعض الصوفية أن التوحيد ثلاثة أنواع:

النوع الأول: توحيد العامة وهو توحيد الألوهية.

قال ابن تيمية عن هذا النوع من التوحيد (فهو التوحيد الذي جاء به الرسل من أولهم إلى آخرهم ونزلت به الكتب كلها وبه أمر الله الأولين والآخرين) فهو في الحقيقة توحيد خاصة الخاصة (٢).

النوع الثاني: توحيد الخاصة وهو ما يحصل بالمشاهدة والمكاشفة

ويعرفونه بأنه (إسقاط الأسباب الظاهرة والصعود عن منازعات العقول والتعلق بالشواهد وهو أن لا يشهد في التوحيد دليلا ولا في التوكل سببا ولا في النجاة وسيلة) (٣) وهو الفناء.


(١) انظر مدارج السالكين (٣/ ٤٤٩).
(٢) انظر مدارج السالكين (٣/ ٤٨٢، ٤٨٤).
(٣) انظر مدارج السالكين (٣/ ٣٩٧ - ٥٠١).