للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سابعا: أن محمدا هو الله وذلك من الكفر الواضح الصريح، وفيه دعوى الحلول والاتحاد وهو مخالف لصريح العقل حيث جعل المحدث قديما والقديم محدثا، وهو جمع بين النقيضين وهو مستحيل عقلا وشرعا كما أنه يشتمل على إنكار النبوة لمحمد صلى الله عليه وسلم وإنكار ألوهية الله على خلقه، ويشتمل على الغلو فيه صلى الله عليه وسلم وهو القائل: «إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم غلوهم في أنبيائهم (١)» الحديث، وقال صلى الله عليه وسلم لمن قال له ما شاء الله وشئت: «أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده (٢)» فإذا كان صلى الله عليه وسلم لم يرتض أن يشرك هو بربه في لفظ يقتضي التساوي في المشيئة، فكيف يتصور أن يرتضي أن يجعل هو الله حاشاه صلى الله عليه وسلم، وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، وقولهم هذا نظير قول النصارى المسيح هو الله وقول بعضهم ابن الله أو ثالث ثلاثة.

قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} (٣).

وقال سبحانه: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} (٤)


(١) سنن النسائي مناسك الحج (٣٠٥٧)، سنن ابن ماجه المناسك (٣٠٢٩)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٣٤٧).
(٢) سنن ابن ماجه الكفارات (٢١١٧)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٢١٤).
(٣) سورة المائدة الآية ١٧
(٤) سورة المائدة الآية ٧٣