للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به جامعا للموافقة للشرع في أصله بأن يرجع إلى أصول العبادة المتقدمة، وفي وصفه بأن يثبت بالنقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعله أو أمره أو إقراره لهيئة العبادة وشكلها كيفا وعددا وهيئة وإلا كانت من البدع المنهي عنها شرعا. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار (١)» فليس لأحد أن يشرع ما استحسنه هواه أو وافق طبعه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به (٢)» وبناء على ذلك فإن الصوفية قد ظهرت عليهم أفعال وأقوال واعتقادات لم يأذن الله بها ولا رسوله ولا كان سلف الأمة عليها مما جعل التصوف بريدا للبدعة وإليك جملا مما ابتدعوه: (٣).

أولا: صلاة ركعتين بعد لبس المرقعة والتوبة.

ثانيا: تركهم للجمع والجماعات والمساجد وسكناهم للأربطة.

ثالثا: الهيمان في البراري والقفار مما يعرضهم للهلكة وترك الصلوات مع المسلمين.

رابعا: تركهم للمطاعم والمشارب الطيبة بدعوى الزهادة.

خامسا: الاعتماد على الصدقات وترك العمل والسعي في سبيل الرزق الحلال بدعوى الثقة بالله والتوكل عليه وإنما هو التواكل.

سادسا: لبسهم المرقعات من الملابس مع إمكانهم لبس الطيب منها ظنا منهم أن ذلك هو الزهد المشروع.

سابعا: تعبدهم بلبس الصوف والتزامه دون غيره من اللباس.

ثامنا: إظهار الملامية منهم ما يلامون عليه عند الناس طلبا للإخلاص.


(١) صحيح مسلم الجمعة (٨٦٧)، سنن النسائي صلاة العيدين (١٥٧٨)، سنن ابن ماجه المقدمة (٤٥)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣١١)، سنن الدارمي المقدمة (٢٠٦).
(٢) أخرجه الخطيب في تاريخه (٤/ ٤٩١)، والبغوي في شرح السنة (ح/١٠٤)، والحسن بن سفيان كما في فتح الباري، وقال ابن حجر: رجاله ثقات، وقد صححه النووي في آخر الأربعين. انظر: فتح الباري (١٣/ ٢٨٩).
(٣) انظر تلبيس إبليس (١٧٤ - ٣٣٠).