للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التي يضفيها كل من الشيعة والصوفية على أولئك الشيوخ والأئمة لا سيما وأن الطرق الصوفية تجدها في غالب طرقها تسوق أسانيدها إلى علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء أو ذريتهما بل لقد رأيت بالبحث أن جملا من رجالات الصوفية كأحمد البدوي وأبي الحسن الشاذلي قد نشأ في مهد التشيع وبين الشيعة مما لا يدع مجالا للشك في أن للتصوف صلة وثيقة قوية بالتشيع (١)

ثانيا: أن للتصوف صلة قوية بمذهب الباطنية (٢) ويدل على ذلك أمران:

الأول: اعتماد الصوفية على الأحوال الباطنة دون الأمور الظاهرة بل إن بعضهم ليسقط حساب الظاهر وذلك بإسقاط التكاليف الشرعية.

الأمر الثاني: تلك التفسيرات الصوفية الباطنية الفكر كقول بعضهم في قوله تعالى: {وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} (٣) أي تهلكون، ومعناها الحق بما كنتم تتلونه وتقرءونه، وقال بعضهم في قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} (٤) أي لمن كان الله قلبه.

وقال بعضهم في قوله: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (٥) {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} (٦) قال الروح النظر إلى وجه الله عز وجل والريحان الاستماع لكلامه وجنة نعيم هو أن لا يحتجب فيها عن الله عز وجل (٧)

ثالثا: التأثر بأقوال النصارى فالقول بالحلول الخاص هو قول


(١) السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة ص (٢٤ وما بعدها) ص (٣٧، ٤٩، ٨٧، ٩١، ٩٤، ١٨١).
(٢) انظر الكشف عن حقيقة الصوفية كل (٨٢٨ وما بعدها).
(٣) سورة آل عمران الآية ٧٩
(٤) سورة ق الآية ٣٧
(٥) سورة الواقعة الآية ٨٨
(٦) سورة الواقعة الآية ٨٩
(٧) انظر تلبيس إبليس (٣٣١).