للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الراوي المتأخر عن ذلك كأن يكون من صغارهم أو ممن بعد عصرهم، كما أن الحال يختلف باختلاف من روى عن هذا المجهول هل هو من أهل الإتقان والتحري أولا ويختلف الأمر أيضا بالنسبة لمن روى عنه البخاري ومسلم فإنه لا يوصف بالجهالة إذا كان ممن تلقي حديثه بالقبول.

قال الذهبي: وأما المجهولون من الرواة فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه، ويتلقى بحسن الظن إذا سلم من مخالفته الأصول، وركاكة الألفاظ.

وإن كان الرجل منهم من صغار التابعين فيتأنى في رواية خبره، ويختلف ذلك باختلاف جلالة الراوي عنه، وتحريه، وعدم ذلك.

وإن كان المجهول من أتباع التابعين فمن بعدهم فهو أضعف لخبره سيما إذا انفرد به (١) قلت: وهذا هو مذهب الكثير من المحدثين.

قال المعلمي: وكذلك ابن سعد وابن معين والنسائي وآخرون غيرهم يوثقون من كان من التابعين أو أتباعهم إذا وجدوا رواية أحدهم مستقيمة بأن يكون له فيما يروى متابع أو شاهد (٢) وقال ابن حجر: لا يضعف بالجهالة من روى عنه البخاري (٣) وقال السخاوي: بل صرح بعضهم باستلزام القول بالقطع بصحة ما لم ينتقد من أحاديثهما القطع بعدالة رواتهما يعني فيما لم ينتقد (٤) وعليه فليس كل إسناد يقال في أحد رواته مجهول فهو إسناد ضعيف


(١) ديوان الضعفاء (٣٧٤).
(٢) التنكيل (١/ ٦٩).
(٣) الفتح (١١/ ٣٤١).
(٤) فتح المغيث، (١/ ٣٠٠) وقد تقدم عند الكلام على تضعيف المتأخرين.