للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث النبوية مع الإحاطة، ولا يقبل إلا الحديث الصحيح وأقوال علماء المحققين، أجري وأجركم على الله؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . . وبعد:

جـ: إن الله تعالى ذكر في سورة البقرة قصة الذي حاج إبراهيم في ربه، وختمها بانتصار إبراهيم عليه ودحضه شبهته، فقال: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (١) ولم يشر سبحانه في القصة إلى أنه تعرض لإبراهيم - عليه الصلاة والسلام - بأذى أو أنذره بشر.

وذكر سبحانه في سورة الأنعام والأنبياء والشعراء والعنكبوت دعوة إبراهيم الخليل - عليه الصلاة والسلام - أباه وقومه إلى التوحيد، وإنكاره عليهم عبادة غير الله، وتحطيمه أصنامهم، وما دار بينه وبينهم من المحاجة، وختمها بإلقائهم إياه في النار، وإنجائه منها، فقال سبحانه: {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} (٢) {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} (٣) {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} (٤) {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} (٥) وهذا بين في أن قومه هم الذين ألقوه في النار، وأن الله تعالى رد كيدهم وأحبط سعيهم، ونجى خليله إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - مما أرادوه به من الهلاك، فلا إشكال في المسألة، ولا إعضال، فالمقصود هو بيان أن إبراهيم - عليه السلام - بلغ البلاغ المبين، وأقام الحجة على الكافرين، وأنه ابتلي البلاء العظيم، فصبر ابتغاء وجه الله الكريم، فأنجاه الله من النار، وأبطل كيد الكفار، وقد تم كل ذلك بفضل الله ورحمته، فهون على


(١) سورة البقرة الآية ٢٥٨
(٢) سورة الأنبياء الآية ٦٨
(٣) سورة الأنبياء الآية ٦٩
(٤) سورة الأنبياء الآية ٧٠
(٥) سورة الأنبياء الآية ٧١