للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زارهم، ودعا لهم أصبحوا أغنياء في أقل من لمح البصر، وإذا غضب عليهم انقلبوا فقراء إذا كانوا أغنياء، ومرضى إذا كانوا أصحاء، ومن عقيدتهم - عافانا الله منها - أنه يأتي في صورة سائل مرة، وفي صورة مريض، ينزل من جسده القيح والصديد، فإن طردوه من منازلهم كان هذا دليلا على شقاوتهم وتعاستهم، وإن رحبوا به وعالجوه اختفى بدون أن يترك أي أثر وكان هذا دليلا على سعادتهم.

س: هل الخضر صاحب موسى - عليه السلام - حي يرزق للآن، وهل هو نبي، هل ذكر صراحة في الأحاديث النبوية الصحيحة، ما هي حقيقة أمره؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:

جـ: الخضر نبي من أنبياء الله - عليهم الصلاة والسلام - والصحيح أنه مات كغيره من البشر، فلا يطوف بالدنيا ولا يتمثل في صورة مختلفة، وليس سببا اليوم لغنى أو فقر. وقد سبق أن صدر منا فتوى مفصلة عنه مع الأدلة هذا نصها: (١) (الصحيح من قولي العلماء ما ذهب إليه الجمهور من أن الخضر - عليه السلام - قد مات لظاهر العموم في قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ} (٢) ولما ثبت عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلم قام فقال: أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد، (٣)» قال ابن عمر: فوهل الناس في مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك


(١) صدرت برقم ٥٥١٣.
(٢) سورة الأنبياء الآية ٣٤
(٣) صحيح البخاري العلم (١١٦)، صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٥٣٧)، سنن الترمذي الفتن (٢٢٥١)، سنن أبو داود الملاحم (٤٣٤٨)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٢١).