للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

س١١: ما هي العبارات التي تطلق في حق الأموات، فنحن نسمع عن فلان (المغفور له) أو (المرحوم) فهل هذه العبارات صحيحة؟ وما التوجيه في ذلك؟

جـ١١: المشروع في هذا أن يقال: (غفر الله له) أو (رحمه الله) ونحو ذلك إذا كان مسلما، ولا يجوز أن يقال (المغفور له) أو (المرحوم)؛ لأنه لا تجوز الشهادة لمعين بجنة أو نار أو نحو ذلك، إلا لمن شهد الله له بذلك في كتابه الكريم، أو شهد له رسوله - عليه الصلاة والسلام - وهذا هو الذي ذكره أهل العلم من أهل السنة، فمن شهد الله له في كتابه العزيز بالنار كأبي لهب وزوجته، وهكذا من شهد له الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجنة كأبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان، وعلي، وبقية العشرة - رضي الله عنهم - وغيرهم ممن شهد له الرسول - عليه الصلاة والسلام - بالجنة كعبد الله بن سلام، وعكاشة بن محصن - رضي الله عنهما - أو بالنار كعمه أبي طالب، وعمرو بن لحي الخزاعي وغيرهما ممن شهد له الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالنار نعوذ بالله من ذلك - نشهد له بذلك.

أما من لم يشهد له الله سبحانه، ولا رسوله، بجنة ولا نار، فإنا لا نشهد له بذلك على التعيين، وهكذا لا نشهد لأحد معين بمغفرة أو رحمة، إلا بنص من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولكن أهل السنة يرجون للمحسن، ويخافون على المسيء، ويشهدون لأهل الإيمان عموما بالجنة، وللكفار عموما بالنار، كما أوضح ذلك سبحانه في كتابه المبين، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا} (١)


(١) سورة التوبة الآية ٧٢