للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النار بشفاعة هؤلاء بعد أن يمضوا فيها ما كتب الله عليهم من العذاب، ويبقى في النار أقوام من أهل التوحيد لم تشملهم شفاعة الشفعاء، فيخرجهم الله - سبحانه وتعالى - برحمته بدون شفاعة أحد؛ لأنهم ماتوا على التوحيد والإيمان لكنهم لهم أعمال خبيثة ومعاص دخلوا بها النار، فإذا طهروا منها، ومضت المدة التي كتب الله عليهم البقاء فيها، أخرجهم سبحانه من النار رحمة منه - عز وجل - ويلقون في نهر الحياة من أنهار الجنة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل، فإذا تم خلقهم أدخلهم الله الجنة، كما صحت بذلك الأحاديث المتواترة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

ومن هذا يعلم أن العاصي كالقاتل والزاني، لا يخلد في النار خلود الكفار؛ بل خلودا خاصا له نهاية؛ لقوله سبحانه وتعالى: {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} (١) وهذا خلود مؤقت، ليس كخلود المشركين، ومثل ذلك ما ورد في وعيد القاتل لنفسه. نسأل الله السلامة من ذلك.


(١) سورة الفرقان الآية ٦٩