للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ب- وقال ابن قدامة في المغني رحمه الله:

[باب الربا والصرف]

الربا في اللغة: هو الزيادة. قال الله تعالى. {فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} (١) وقال: {أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ} (٢) أي أكثر عددا، يقال: أربى فلان على فلان، إذا زاد عليه.

وهو في الشرع: الزيادة في أشياء مخصوصة. وهو محرم بالكتاب، والسنة، والإجماع.

أما الكتاب: فقول الله تعالى: {وَحَرَّمَ الرِّبَا} (٣) وما بعدها من الآيات.

وأما السنة: فروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اجتنبوا السبع الموبقات قيل: يا رسول الله ما هي؟ قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات (٤)»، وروي «عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه لعن آكل الربا، وموكله، وشاهديه، وكاتبه (٥)» متفق عليهما في أخبار سوى هذين كثيرة، وأجمعت الأمة على أن الربا محرم.

(فصل) والربا على ضربين: ربا الفضل، وربا النسيئة. وأجمع أهل العلم على تحريمهما. وقد كان في ربا الفضل اختلاف بين الصحابة؛ فحكي عن ابن عباس وأسامة بن زيد وزيد بن أرقم، وابن الزبير، أنهم قالوا: (إنما


(١) سورة الحج الآية ٥
(٢) سورة النحل الآية ٩٢
(٣) سورة البقرة الآية ٢٧٥
(٤) صحيح البخاري الوصايا (٢٧٦٧)، صحيح مسلم الإيمان (٨٩)، سنن النسائي الوصايا (٣٦٧١)، سنن أبو داود الوصايا (٢٨٧٤).
(٥) صحيح مسلم المساقاة (١٥٩٨)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٠٤).