للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} (١) إنه مطلع عنيف مرهوب تتزلزل له القلوب) (٢).

وقد اختلف في وقت هذه الزلزلة على قولين:

القول الأول: أنها في الدنيا قبل يوم القيامة، قاله علقمة والشعبي وابن جريج. وروى أبو العالية عن أبي بن كعب قال: (ست آيات قبل يوم القيامة بينما الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس فبينما هم كذلك إذ تناثرت النجوم، فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض فتحركت واضطربت ففزع الجن إلى الإنس والإنس إلى الجن واختلطت الدواب والوحش، فماج بعضهم في بعض، فقالت الجن للإنس: "نحن نأتيكم بالخبر"، فانطلقوا إلى البحار فإذا هي نار تأجج، فبينما هم كذلك إذ تصدعت الأرض إلى الأرض السابعة، والسماء إلى السماء السابعة، فبينما هم كذلك إذ جاءتهم الريح فماتوا). ومدار هذا القول على حديث الصور الطويل وحديث الصور الطويل ضعفه العلماء (٣). قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى: (وهذا القول من حيث المعنى له وجه من النظر ولكنه لم يثبت ما يؤيده من النقل، بل الثابت من النقل يؤيد خلافه،


(١) سورة الحج الآية ٢
(٢) في ظلا ل القرآن ٤/ ٢٤٠٨.
(٣) انظر الكلام على حديث الصور في فتح الباري شرح صحيح البخاري ١١/ ٣٦٨، ٣٦٩.