للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعنى يوحدوني، ويطيعوا أمري ذلا وخضوعا وانكسارا وإيمانا وتصديقا، وأن يؤدوا ما أمرتهم به من الطاعات وترك المعاصي.

هذه هي العبادة التي خلقهم الله لها ليعبدوه، وليخصوه بالعبادة بفعل الأوامر وترك النواهي، وأعظمها وأهمها أن يخصوه بالعبادة، ويؤمنوا بأنه الواحد الأحد المستحق للعبادة دون كل ما سواه كما قال سبحانه: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (١)، وقال سبحانه: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (٢).

فالتوحيد: هو أول واجب وأعظم واجب، أن تؤمن بأنك عبد الله، وأنك يجب عليك أن تخصه بالعبادة، وأنه إلهك الحق ومعبودك الحق، وأن تؤمن برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وتشهد أنه رسول الله حقا إلى جميع الثقلين الجن والإنس، وتشهد أيضا أنه خاتم الأنبياء، وليس بعده نبي ولا رسول، وعليك مع هذا أن تؤمن بكل ما أخبر الله به ورسوله، هذا هو أصل الأصول، وهذا هو الواجب على كل مكلف من جن وإنس، من رجال ونساء، من عرب وعجم، من كافر ومسلم، من جميع الثقلين وجميع المكلفين، عليهم أن يعبدوا الله وحده، وعليهم أن يؤمنوا بأنه لا إله إلا الله وبأن محمدا رسول الله، وأنه خاتم الأنبياء، وأن ما جاء به هو الحق،


(١) سورة البقرة الآية ١٦٣
(٢) سورة محمد الآية ١٩