للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الربوبية: الإيمان بأنه الخلاق الرزاق المدبر للأمور الذي أقر به المشركون ولكن لم يدخلوا في الإسلام بذلك؛ لعدم عبادتهم لله وحده، وعدم تخصيصهم له سبحانه بالعبادة، بل أشركوا به غيره.

ولا بد من توحيد العبادة الذي هو معنى: لا إله إلا الله، وهو أنه لا معبود حق إلا الله، لا بد من هذا التوحيد والإخلاص لله في أقوالك وأعمالك وعقيدتك، لا بد أن تخص الله بالعبادة، وأن تؤمن بأنه المعبود الحق، وأن العبادة لا تصح لغيره أبدا، لا للأنبياء ولا لغيرهم، ولا بد من الإيمان بأسمائه وصفاته؛ كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (١)، لا بد أن تؤمن بأسمائه وصفاته، وتعبده بذلك وهو أن تنفي عنها جميع التشبيه والتمثيل والتحريف، ولا بد مع ذلك من طاعة الأوامر وترك النواهي، فعليك أن تؤمن بهذا الأصل الأصيل، ثم تنقاد لشرع الله بفعل الأوامر وترك النواهي عن إيمان، وعن علم، وعن بصيرة وصدق وإخلاص، وقد عبر عنها سبحانه بالإيمان والعمل الصالح في آيات أخرى وعبر عن دينه بالإسلام، وعبر عنه بالعبادة قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٢)، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} (٣)؛ لأنه يؤدى بالذل والخضوع لله، فسمي إسلاما وعبادة؛ لأن العبد يؤديه بالخضوع والذل لله، وعبر عنه بالتقوى؛ لأن


(١) سورة الأعراف الآية ١٨٠
(٢) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٣) سورة البقرة الآية ٢١