للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا هو الواجب على جميع المسلمين، وعلى جميع الدول الإسلامية أن تلتزم بذلك، وأن تحكم شرع الله في عباد الله، وأن تقيم حدود الله في أرض الله، هذا هو واجبهم جميعا؛ كما قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (١)، ويقول سبحانه: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (٢)، فليس هناك شيء أحسن من حكم الله أبدا، وفي حكم الله السعادة والأمن والنصر في الدنيا والآخرة.

فالواجب على ولاة الأمور أن يدعوا إلى حكم الله ويلتزموا به، وعلى كل مسلم أن ينقاد إلى حكم الله ويرضى به؛ ولهذا قال جل وعلا: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} (٣). هذا هو الأساس فإذا عبدوه وحده وعملوا الصالحات وانقادوا لحكمه واستقاموا على الإيمان قولا وعملا استخلفهم الله ونصرهم وأيدهم؛ كما قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (٤)، وقال عز وجل: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (٥)، ثم بين من هم المنصورون، فقال


(١) سورة النساء الآية ٦٥
(٢) سورة المائدة الآية ٥٠
(٣) سورة النور الآية ٥٥
(٤) سورة محمد الآية ٧
(٥) سورة الحج الآية ٤٠