للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبحانه: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} (١) يعني بعد توحيد الله، فإنهم إذا وحدوا الله وآمنوا به وبرسوله صلى الله عليه وسلم نفذوا شرائعه من صلاة وصوم، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، ويدخل في المعروف الصيام والحج والجهاد وترك المحرمات، وإلزام الناس بكل ما أمر الله به ورسوله، كل ذلك داخل في المعروف. ويدخل في النهي عن المنكر النهي عن كل ما نهى الله؛ كالشرك بالله وغيره من سائر المعاصي.

فهؤلاء هم أهل الإيمان، وهم الذين ينصرون في الدنيا والآخرة؛ ينصرون في الدنيا بجعلهم خلفاء في الأرض، وتمكينهم في الأرض ضد أعدائهم، وفي الآخرة بدخول الجنة والنجاة من النار؛ كما قال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} (٢) {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} (٣)، نعوذ بالله من ذلك، ويقول عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (٤)، آمنوا: دخلوا في الإسلام واستقاموا على دين الله، وتركوا الشرك، وانقادوا للحق، فكل معصية تسمى ظلما، والظلم هنا هو الشرك؛ كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فهم آمنوا وأخلصوا لله العبادة، وتركوا الشرك، وانقادوا لما


(١) سورة الحج الآية ٤١
(٢) سورة غافر الآية ٥١
(٣) سورة غافر الآية ٥٢
(٤) سورة الأنعام الآية ٨٢