للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نهاية إذا مات على التوحيد، وإنما الخلود الدائم والأبدي للكفار الذين ماتوا على الكفر بالله من اليهود والنصارى والوثنين وغيرهم؛ نعوذ بالله من حالهم!

فيا أيها المسلمون، ويا أيها المكلفون بادروا بتقوى الله والتوبة إليه، بادروا بالإيمان الصادق والعمل الصالح، بادروا بالالتزام بالإسلام قبل أن تندموا غاية الندامة، وقبل أن يعض أحدكم على يديه ندما، ويقول: يا ليتني قدمت لحياتي.

يجب على كل مكلف في أرجاء الدنيا لم يدخل في الإسلام أن يبادر بالدخول فيه قبل أن يهجم عليه الأجل، فيندم غاية الندامة، ومصيره إلى النار وبئس المصير. قال الله عز وجل في سورة الفرقان: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} (١) {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} (٢) {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} (٣)، وقال في سورة الفجر: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} (٤) {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} (٥) {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ} (٦) {وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ} (٧)، فاحذر يا عبد الله أن تعض على يديك ندما يوم القيامة بسبب كفرك أو تفريطك في حق الله، احذر وبادر وسارع إلى الخير اليوم قبل الموت؛ فالزم الحق بتوحيد الله والإخلاص له، وحقق العبادة التي خلقت


(١) سورة الفرقان الآية ٢٧
(٢) سورة الفرقان الآية ٢٨
(٣) سورة الفرقان الآية ٢٩
(٤) سورة الفجر الآية ٢٣
(٥) سورة الفجر الآية ٢٤
(٦) سورة الفجر الآية ٢٥
(٧) سورة الفجر الآية ٢٦