للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} (١).

انظر يا عبد الله ماذا قدمت؟ وانظري يا أمة الله ماذا قدمت؟ فالمؤمن ينظر، والشيعي ينظر، وأي منتسب لطائفة من الطوائف ينظر: أنصار السنة، والإخوان المسلمون، والجماعة الإسلامية، وجماعة التبليغ. أي جماعة، كل واحد منهم ينظر ماذا قدم؟ وما هو عليه؟ هل هو على طريق الهدى؟ وهل هو على طريق محمد أم لا؟ كل واحد ينظر في عمله ولا يقلد؛ لأن التقليد خطر ويحدث التعصب، وقد يكون هذا التعصب بغير علم، وهذا لا يجوز، يجب طاعة الله ورسوله، يقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} (٢)، ما قال أطيعوا فلانا ولا فلانا، بل حدد سبحانه الطاعة لله ورسوله ولأولي الأمر، فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (٣) يعنى إذا تنازعتم مع أولي الأمر، أو مع العلماء، أو مع الأمراء، أو مع فلان وفلان، أو مع أولادك، أو مع شيخك، أو مع أميرك، أو مع زوجتك؛ فيرد الأمر إلى الله وإلى الرسول.

فلا يرد الأمر إلى الهوى ولا يرد إلى زيد أو عمر، لا بد أن ترد الأمور إلى الله سبحانه وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، فإذا أمرك أولي الأمر أو الأمير بأمر يخالف شرع الله فلا طاعة له؛ إنما


(١) سورة الحشر الآية ١٨
(٢) سورة النساء الآية ٥٩
(٣) سورة النساء الآية ٥٩