للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وتصديقا بكتابك، واتباعا لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم) (١).

ومهما أتى به من الدعاء والذكر فحسن، لما روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله (٢)»، ويقول هذا الدعاء وهو يسير، ولا يقف حتى يكمل دعاءه؛ لأنه بوقوفه يزيد في الزحام، وزيادة الزحام تؤذي المسلمين، والإيذاء منهي عنه شرعا؛ لأن فيه ضررا، وبعد ذلك ينحرف على يمينه، ويجعل الكعبة عن يساره، فإذا كان قادما من خارج مكة فيضطبع -يجعل وسط إحرامه تحت كتفه اليمنى، ويضع طرفيه على كتفه اليسرى، وتبقى الكتف اليمنى مكشوفة- في حال الطواف لا قبله، ولا بعده، ثم يرمل في الأشواط الثلاثة الأول من الحجر الأسود حتى يعود إليه.

والاضطباع والرمل يسنان في طواف القدوم والعمرة لغير أهل مكة والمحرمين منها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم طاف مضطبعا (٣)، ورمل من الحجر الأسود الأشواط الثلاثة حتى عاد إليه (٤)، فإذا بدأ الطائف من الحجر الأسود فإنه يستمر في طوافه من وراء الحجر حتى يصل إلى الركن اليماني فيستلمه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم استلمه، كما ثبت ذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما (٥)، فإن لم يستطع استلامه لشدة الزحام مر ولم يشر إليه، ولا يقبله؛


(١) السنن الكبرى ٥/ ٧٩، عون المعبود ٥/ ٣٤٤.
(٢) مختصر سنن أبي داود ٢/ ٣٨٠.
(٣) مختصر سنن أبي داود ٢/ ٣٧٨.
(٤) مختصر سنن أبي داود ٢/ ٣٨٠، صحيح مسلم بشرح النووي ٩/ ١٩، (رمل من الحجر إلى الحجر ثلاثا).
(٥) صحيح البخاري مع فتح الباري ٣/ ٤٧١، ص٣٧٤، صحيح مسلم بشرح النووي ٩/ ١٥.