للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخير، وحضهم على ذلك، حتى صار الحبس بالاشتغال بالعلم والدين خيرا من كثير من الزوايا والربط والخوانق والمدارس.

وصار خلق من المحابيس إذا أطلقوا يختارون الإقامة عنده، وكثر المترددون إليه، حتى كان السجن يمتلئ منهم.

واستقر الشيخ في الحبس يستفتى، ويقصده الناس ويزورونه، وتأتيه الفتاوى المشكلة من الأمراء والأعيان. فلما كثر اجتماع الناس به، وترددهم إليه ساء ذلك أعداءه وحصرت صدورهم، فسألوا نقله إلى الإسكندرية، فنقل (١).

إلى غير ذلك من المواقف التي كانت له من أعدائه، وهو صابر محتسب، حيث روي له قوله: (ماذا يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة) (٢)، لأنما يغيضهم يسره، ولأنه رحمه الله كالغيث أينما حل نفع.


(١) الكواكب الدرية، ص١٣٣ - ١٣٥.
(٢) الإمام ابن تيمية، ص ١١٣.