للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا ما ظهرت آثاره لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- ومن سار على منهجه في الدعوة إلى الله، والدفاع عن سلامة العقيدة، وحماية جناب التوحيد.

- والصفات الخلقية:

تبرز في طبائع يكتسبها الإنسان تأدبا وامتثالا لمصدري التشريع في دين الإسلام: كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، الذين هما وصية النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لأمته بأن يتمسكوا بهما، وأنهم لن يضلوا ماداموا حريصين عليهما تعلما وتطبيقا.

وقد أخبرت عائشة رضي الله عنها «لما سئلت عن خلقه صلى الله عليه وسلم: بأن خلقه القرآن، (١)» إذ في كتاب الله الأدب الرفيع، الذي اقتبس منه ابن تيمية - رحمه الله - ومن القدوة برسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته: القولية والفعلية والتقريرية. . . القدوة الصالحة، والمنهج القويم في الدعوة إلى الله.

ومن ذلك ما رصده عنه المهتمون في تعبده، وزهده، وإيثاره، وكرمه وشجاعته، وتواضعه وآدابه مع مخالفيه، وقوته في جهاده باللسان والسنان.

ولا شك أن العالم المؤثر: هو الصادق في مأخذه، والمحتسب فيما يؤديه؛ لأن الله - جلت قدرته - يقول وقوله الحق: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} (٢).

- وإن الدارس لحياة شيخ الإسلام ابن تيمية ليجد في صفاته وأعماله نقاطا تحتاج إلى دراسة وافية، ومواقف تحتاج إلى إبانة؛ لأثرها في


(١) سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (١٦٠١)، سنن أبو داود الصلاة (١٣٤٢)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٢١٦).
(٢) سورة الصف الآية ٣