للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمية).

وقد ذكر عليه الصلاة والسلام من صفات هذه الأمة الأمية، أنها لا تكتب ولا تحسب، مشيرا بأصابع يديه الشريفتين إلى عدد أيام الشهر، ليبين بشكل واضح وجلي أنه قد رفع عن أمته إصر التكلف والغلو والتمحل، وأنها مأمورة بالأخذ بالأيسر والأسهل والأسمح، والذي لا يخرج - في غالبه - عن طوق عامة الناس وأبسطهم.

فهذه الأمة، من أول خصائصها التي صارت بها (أمة أمية)، أنها لا تزال على ما ولدتها عليه أمهاتها، من السير على نهج الفطرة، والأخذ بمبدأ التيسير، والبعد عن كل مناحي التصلب والتعقيد، ولذا فهي مأمورة بأن لا تكلف نفسها، ما ليس في وسعها الفطري، وطاقتها البشرية السهلة المعهودة: فعن عبد الله بن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر رمضان فقال: «لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له (١)».

وفي رواية: «فاقدروا له ثلاثين (٢)».

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوما (٣)» هكذا، وبمنتهى البساطة والسهولة


(١) صحيح البخاري الصوم (١٩٠٦)، صحيح مسلم الصيام (١٠٨٠)، سنن النسائي الصيام (٢١٢١)، سنن أبو داود الصوم (٢٣١٩)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٦٣)، موطأ مالك الصيام (٦٣٤)، سنن الدارمي الصوم (١٦٨٤).
(٢) مسلم ١٠٨٠ في الصيام، صوم رمضان لرؤية الهلال، أبو داود ٢٠٣٤/ ٢٣٢٥ في الصوم، الشهر يكون تسعا وعشرين.
(٣) البخاري ١٩٠٧ في الصوم، إذا رأيتم الهلال فصوموا، مسلم ١٠٨١ في الصوم، وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال.