للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحافظ ابن حجر: وقيل للعرب أميون؛ لأن الكتابة كانت فيهم عزيزة، والمراد بالحساب - هنا - حساب النجوم وتسييرها، ولم يكونوا يعرفون من ذلك أيضا إلا النزر اليسير).

ثم انتهى من ذلك إلى القول: بأن المعول في الصيام إنما يكون على الرؤية لا الحساب، ولو وجد في المسلمين من يتقن علم حساب النجوم.

قال: فعلق الحكم بالصوم وغيره بالرؤية، لرفع الحرج عنهم في معاناة حساب التسيير، واستمر الحكم في الصوم، ولو حدث بعدهم من يعرف ذلك، بل ظاهر السياق يشعر بنفي تعليق الحكم بالحساب أصلا ويوضحه قوله في الحديث: فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين، ولم يقل: (فسلوا أهل الحساب).

ثم قال: (وقد ذهب قوم إلى الرجوع إلى أهل التسيير في ذلك، وهم الروافض، ونقل عن بعض الفقهاء موافقتهم، قال الباجي: وإجماع السلف الصالح حجة عليهم، وقال ابن بزيزة: وهو مذهب باطل فقد نهت الشريعة عن الخوض في علم النجوم؛ لأنها حدس وتخمين، ليس فيها قطع ولا ظن غالب، مع أنه لو ارتبط الأمر بها لضاق، إذ لا يعرفها إلا القليل) (١).

ثم نقل عن ابن بطال قوله: (في الحديث رفع لمراعاة النجوم بقوانين التعديل، وإنما المعول رؤية الهلال، وقد نهينا عن التكلف ولا شك أن مراعاة ما غمض حتى لا يدرك إلا بالظنون غاية


(١) فتح الباري لابن حجر ٤/ ١٥١.