للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الهلال قد ولد، فهذا كله باطل، ولا يخفى على كل من له معرفة بأحوال الحاسبين من أهل الفلك، ما يقع بينهم من اختلاف في كثير من الأحيان، في إثبات ولادة الهلال أو عدمها، وفي إمكان رؤيته أو عدمها.

ولو فرضنا إجماعهم في وقت من الأوقات على ولادته أو عدم ولادته، لم يكن إجماعهم حجة؛ لأنهم ليسوا معصومين، بل يجوز عليهم الخطأ جميعا، وإنما الإجماع المعصوم الذي يحتج به، هو إجماع سلف الأمة في المسائل الشرعية).

فالمراد بـ (الحساب) الذي أشارت إليه عبارة (لا نحسب) في الحديث، هو علم حساب النجوم، أو ما يسمى بـ (علم التسيير)، وقد دل الحديث على أن هذه الأمة غير مكلفة بالأخذ بهذا العلم، وصولا إلى معرفة منازل القمر، وتحديد بدايات الشهور ونهاياتها، لما في ذلك من الكلفة والعنت، ولكونه علما يقوم على الحدس والتخمين، واحتمال الوقوع في الخطأ فيه كبير، وإنما المعول في ذلك كله على رؤية الهلال بالبصر المجرد، لما في ذلك من التيسير على عامة الأمة، ولكونه أمرا ظاهرا عاما بينا، يشترك فيه غالب الناس، والأخذ به أبعد عن الخطأ، وعن التلبيس في دين الله تعالى.

أما فيما يتعلق بمفهوم (الكتابة) - والمشار إليه في الحديث