للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثاني

تسعير أجور الأشخاص والعقارات

ينقسم الكلام في هذا الموضوع إلى قسمين رئيسيين:

الأول: تسعير أجور الأشخاص

الثاني: تسعير أجور العقارات

ونخصص لكل منهما مبحثا مستقلا

المبحث الأول

تسعير أجور الأشخاص

إن الإسلام بقواعده الراسخة ومبادئه الثابتة التي أرست دعائم حياة الفرد المسلم وجاءت بهديه وقيادته إلى سبيل السعادة في الدنيا والآخرة، قد جعل العمل فرضا على كل مسلم وحث عليه ورغب فيه.

وكان الكثير من الأنبياء يكسب قوته من عمل يده، وكان منهم النجار والحداد والطبيب وراعي الأغنام، ولذا فقد قال نبي الرحمة -عليه الصلاة والسلام-: «ما أكل أحد طعاما قط خيرا من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده (١)». وقال صلى الله عليه وسلم: «من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له» «وسئل - صلوات الله وسلامه عليه- عن أفضل الكسب، فقال: بيع مبرور وعمل الرجل بيده (٢)».

ولما كان العمل بهذه المثابة فقد أمر الدين الحنيف بإكرام العامل ومراعاة حقوقه، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه (٣)». وجاء في الحديث القدسي


(١) صحيح البخاري البيوع (٢٠٧٢)، سنن ابن ماجه التجارات (٢١٣٨)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٣٢).
(٢) مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٤٦٦).
(٣) سنن ابن ماجه الأحكام (٢٤٤٣).