للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب (١)».

٤٠ - دخول الجنة: نعم سبب دخول الجنة العمل الصالح، ولكن العمل الصالح على أي حال لا يوازي نعمة دخول الجنة ابتداء ولا يوازي النعيم المقيم في الجنة، لكن رحمة الله هي التي سبقت، فدخل العبد بها جنة ربه ابتداء وبرحمة ربه تنعم في الجنة بأنواع النعيم.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لن ينجي أحدا منكم عمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، ألا أن يتغمدني الله برحمته، سددوا وقاربوا واغدوا، وروحوا، وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا (٢)».

٤١ - محبة لقاء الله: إن حب لقاء الله علامة من علامات رحمة الله؛ لأن لقاء الله يعني النعيم المقيم يعني رضوان الله، يعني الجنة، وهذا كله لا يكون إلا إذا كانت رحمة الله أدركت هذا المحب للقاء الله، وروى الترمذي وغيره من حديث عائشة: أنها ذكرت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، قالت: فقلت يا رسول الله كلنا نكره الموت، قال: ليس ذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته، أحب لقاء الله، وأحب الله لقاءه، وأن الكافر إذا


(١) صحيح مسلم ٢/ ٦٥٦ رقم ٩٥٠، وأحمد ٥/ ٢٩٦، والموطأ، جنائز / ٥٥.
(٢) صحيح البخاري ١١/ ٢٩٤ رقم ٦٤٦٣ من حديث أبي هريرة، مسلم، منافقين ٧٧، وغيرهما وعند البخاري أيضا برقم ٦٤٦٧ من حديث عائشة.