للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمن سنية الابتلاء أن الله ابتلى أفضل خلقه وهم رسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهم أفضل الدعاة إلى توحيده سبحانه، فابتلاهم بالمرسل إليهم حين يدعونهم إلى الحق والصبر على أذاهم، وتحمل المشاق في تبليغ رسالات ربهم (١). فهذا محمد - صلى الله عليه وسلم - بين الله عز وجل في هذه السورة أنه ابتلي بقوم جحدوا آيات الله مع علمهم بها، قال تعالى عنهم: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ} (٢) كما اتهم بالسحر والتعلم من الكهنة، حتى أخرج هذا الكتاب، فالله عز وجل نفى عنه هذه التهمة بقوله سبحانه: {وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} (٣). والواقف على


(١) إغاثة اللهفان ٢/ ١٦١.
(٢) سورة العنكبوت الآية ٥٠
(٣) سورة العنكبوت الآية ٤٨