للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحديث. وفتنة الشهوات إذا تمادى بها الإنسان قد تقوده إلى فتنة الشبهات فيهلك وقد تجتمع الفتنتان كما في أشد فتنة حذرنا منها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهي فتنة المسيح الدجال كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال (١)». والمراد أكبر فتنة: أعظم شوكة (٢). فإن أمره قد يشتبه على من في قلبه مرض فيظن أن ما معه من القوة تخوله بأن يكون هو الرب، فيكفر بالله ولذلك حذرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - من شبهاته فقال: «من سمع بالدجال فلينأ منه فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فلا يزال به لما معه من الشبه حتى يتبعه (٣)». كما أن ما بعده من ملاذ الدنيا وما يتبعه منها شهوة يفتن بها الإنسان فقد ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجج، فإما أدركن أحدا فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ثم يطأطئ رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد، وإن الدجال ممسوح العين عليها ظفرة (٤) غليظة، مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب


(١) صحيح مسلم: ٤/ ٢٢٦٧ كتاب الفتن باب في بقية من أحاديث الدجال واللفظ له، مسند أحمد: ٤/ ٢١، مصنف ابن أبي شيبة: ١٥/ ١٣٣.
(٢) النووي على مسلم: ١٨/ ٨٧.
(٣) مسند أحمد: ٤/ ٤٣١، سنن أبي داود: ٤/ ٤٩٥، كتاب الملاحم باب خروج الدجال، مستدرك الحاكم: ٤/ ٥٣١ وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه، وصححه الألباني في صحيح الجامع: ٥/ ٣٠٣ رقم ٦١٧٧.
(٤) صحيح مسلم: ٤/ ٢٢٤٩ كتاب الفتن باب ذكر الدجال واللفظ له، ورواه البخاري مختصرا: ٨/ ١٠٣ كتاب الفتن باب ذكر الدجال، المسند: ٥/ ٣٨٦، ٤٠٥، سنن أبي داود: ٤/ ٤٩٤: الملاحم باب خروج الدجال.