للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أوائل ما أنزل و" براءة " من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها وظننت أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، وخرجه أبو عيسى الترمذي وقال: هذا حديث حسن.

وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم لم يكتب في "براءة، بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال: لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان، وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان. وروى معناه عن المبرد قال: ولذلك لم يجمع بينهما فإن بسم الله الرحمن الرحيم رحمة و"براءة" نزلت سخطة، ومثله عن سفيان قال سفيان بن عيينه: إنما لم تكتب في صدر هذه السورة بسم الله الرحمن الرحيم لأن التسمية رحمة والرحمة أمان وهذه السورة نزلت في المنافقين وبالسيف ولا أمان للمنافقين (١)، والصحيح أن التسمية لم تكتب لأن جبريل عليه السلام ما نزل بها في هذه السورة، قاله القشيري (٢) انتهى. من تفسير القرطبي لأول سورة براءة بتصرف، فارجع إليه وإلى تفسير ابن


(١) أخرجه الثعلبي في تفسيره كما في تفسير ابن عيينة ٢٥٧، وذكره القرطبي في التفسير ٨/ ٦٣.
(٢) كلام القرطبي عن سبب تسمية السورة في تفسره ج ٨ ص ٦١.