للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر، فقيل له، تقول هذا وأنت من الشيعة؟ فقال: كل الشيعة كانوا على هذا، وهو الذي قال هذا على أعواد منبره، أفتكذبه فيما قال؟.

وفي أواخر عهد الصحابة حدثت بدعة القدرية، وأصل بدعتهم عدم تصورهم التوفيق بين قدر الله وأمره ونهيه، ولما سمع بهم ابن عمر قال: (أخبر أولئك أني بريء منهم وأنهم مني براء والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر) فلما كثر الخوض فيه انقسم الناس إلى جمهور مؤمنين بالقدر السابق والكتابة المتقدمة وغير الجمهور وهم القدرية.

ثم حدثت بدعة المعتزلة قبيل موت الحسن حيث اعتزل واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد أصحاب الحسن البصري لما خالفوهم في القدر وأصحاب الكبائر ونحوهما من أصولهم فقال قتادة: أولئك المعتزلة، فصارت سمة لهم، ثم حدثت بدعة المرجئة وتكلموا في الإيمان وعدم دخول الأعمال في مسماه وحرمة الاستثناء ونحو ذلك، ثم حدثت بدعة الجهمية الجامعة لمجمل ضلالات من تقدم من نفي القدر ونفي الصفات والإرجاء ونحوها وليس هذا الترتيب ترتيبا زمنيا ولكن بعض العلماء قد جرى على هذا الترتيب وإنما ختمت بالجهمية لأنها أغلط هذه البدع.