للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال سبحانه: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} (١) وقال عز وجل: {فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} (٢) فحب العلو في الأرض وتسلط الخلق بعضهم على بعض هو من أعظم أسباب الخلاف، ولذا فقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منه ومن الوقوع فيه فقال: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض (٣)».

فاستحلال الدماء من أخطر النتائج التي تترتب على الظلم والبغي، ولذا فقد شرع الله ما يمنع البغي والظلم من الإصلاح فقال سبحانه: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} (٤) وأوجب على الأمة المحمدية رد الظلم فقال سبحانه: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (٥) فأمر بالعدل الذي هو ضد الظلم والبغي.

ثانيا: اتباع الهوى الذي يتضمن اتباع ما تهواه النفوس والطبائع وترك ما يأمر به الشرع من العدل والإحسان كما قال تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (٦) فجمع السبل لكثرتها ووحد


(١) سورة آل عمران الآية ١٩
(٢) سورة الجاثية الآية ١٧
(٣) رواه البخاري كتاب العلم الحديث رقم (٤١).
(٤) سورة الحجرات الآية ١٠
(٥) سورة الحجرات الآية ٩
(٦) سورة الأنعام الآية ١٥٣