للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذن هما كلمتان تستعمل كل منهما في محل الأخرى، غير أن المتتبع يجد أن كلمة خالف تستعمل في حالة العصيان الواقع عن قصد كمن يخالف الأوامر، قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} (١)، ولم يقل سبحانه: يختلفون في أمره، أما كلمة اختلف فتكون في حالة المغايرة في الفهم الواقع من تفاوت وجهات النظر، وعليه قوله تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ} (٢)، ولم يقل سبحانه: خالفوا فيه.

ومنه قوله تعالى: {فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ} (٣)، فجعله عز وجل اختلافا لا مخالفة.

وقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ} (٤)، ولم يقل سبحانه: تخالفون فيه.

وابن نوح عليه السلام خالف نوحا لما قال له فيما يحكيه تعالى عنه إذ قال لابنه: {يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ} (٥) {قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي} (٦)، فكان مخالفا.


(١) سورة النور الآية ٦٣
(٢) سورة النحل الآية ٦٤
(٣) سورة البقرة الآية ٢١٣
(٤) سورة الزخرف الآية ٦٣
(٥) سورة هود الآية ٤٢
(٦) سورة هود الآية ٤٣