للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ومما وقع أيضا قصته صلى الله عليه وسلم معهم لما قرأ سورة النجم بحضرتهم فلما وصل إلى قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} (١) {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} (٢) ألقى الشيطان في تلاوته:

تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى، وظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله، ففرحوا بذلك فرحا شديدا)، فهل هذه الرواية صحيحة، وعلى فرض صحتها هل للشيطان سلطة أن يلقي في تلاوته تلك الكلمات التي مر ذكرها، أرجو إفادتي مع جزيل الشكر؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد:

ج: قصة الغرانيق ذكرها كثير من علماء التفسير عند تفسيرهم قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} (٣) الآيات من سورة الحج، وعند تفسيرهم قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} (٤) {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} (٥) الآيات من سورة النجم، ورووها من طرق عدة بألفاظ مختلفة، غير أنها كلها رويت من طرق مرسلة ولم ترد مسندة من طرق صحيحة، كما قال ذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره، فإنه لما ساق هذه القصة بطرقها قال بعدها: (وكلها مرسلات ومنقطعات) (٦) اهـ.


(١) سورة النجم الآية ١٩
(٢) سورة النجم الآية ٢٠
(٣) سورة الحج الآية ٥٢
(٤) سورة النجم الآية ١٩
(٥) سورة النجم الآية ٢٠
(٦) تفسير ابن كثير ٥/ ٤٤٠ (ط. الشعب).