للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في نفس المنطقة، وهو ما يزال صغيرا لأن أكثر مصالح والده من أرض زراعية، ومواش كانت هناك، وإن بقيت أسرته الصغيرة تنتقل بين قريتي السلام والمضايا، لظروفهما المعيشية (١) وأسرة الحكمي أسرة عريقة بالمخلاف السليماني، اشتهر عدد منهم بالعلم والصلاح، ففي القرن السابع الهجري، بنى جدهم عريشا بمدينة أبي عريش للتعليم، ونسبت المدينة إليه (٢) نشأ الشيخ حافظ مبارك العمر، إذ أنه لما شب عن الطوق، بدأ يتطلع إلى حياة العز في الدارين: حياة القيادة في الخير والبر والصلاح، فحقق الله له ما تطلع إليه، وعزم على نيله، وأعطاه ربه ما نواه وتمناه، فبدأ كما يقول الشيخ زيد مدخلي، في سن مبكرة بالعناية بالقرآن الكريم، تلاوة وحفظة، فأحسن تلاوته، وحفظ الكثير منه، وقد أوتي سرعة في الحفظ، وقوة في الفهم، وجودة في الخط بالقلم، وذكاء خارقا، امتاز به عن أقرانه آنذاك، تلك المحاولة الشريفة، كانت كالتمهيد والتوطئة للدخول في باب طلب العلم الشريف بصورة جادة ومنتظمة، بعد أن كان يشتغل برعي غنيمات لوالديه اللذين قد رسما له خير قدوة فيهما، من صحة العقيدة، والالتزام بالشعائر التعبدية.

استمر حافظ على تلك الحال، من رعي الغنم، وحمل المصحف، وبر الوالدين، حتى قدم من بلاد نجد إلى منطقة


(١) مقدمة " معارج القبول " بقلم ابنه أحمد ص: ن.
(٢) انظر كتاب: " الشيخ حافظ "، لأحمد علوش ص ٣٨، وقد أورد أسماء مجموعة من العلماء من هذه القبيلة.