للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بها إلى عام ١٣٧٧ هـ حيث توفي (١) وجميع من ذكر ذلك أخذه من مذكرات الشيخ القرعاوي، ورسالته القرعاوية التي نشرها بالمنهل.

وعن خصاله التي جبلت عليها نفسه، منذ حداثة سنه، يتحدث ابنه أحمد باختصار مجملا ومبرزا ما عرف عن خصاله إذ قال: ونشأ حافظ في كنف والديه، نشأة صالحة طيبة، تربى فيها على العفاف والطهارة، وحسن الخلق، وكان قبل بلوغه يقوم برعي غنم والديه، التي كانت أهم ثروة لديهم، آنذاك جريا على عادة المجتمع في ذلك الوقت، إلا أن حافظا لم يكن كغيره من فتيان مجتمعه، فقد كان آية في الذكاء، وسرعة الحفظ والفهم، فلقد ختم القرآن، وحفظ الكثير منه، وعمره لم يتجاوز الثانية عشرة بعد، وكذلك تعلم الخط، وأحسن الكتابة منذ الصغر (٢).

أما المعاصرون للشيخ حافظ فقد سمعت من بعضهم نماذج من شغفه بالعلم، فقد كان يستعير الكتب، فيحفظ ما يستطيعه، ويكتب ما يتيسر له، ثم يعيدها إلى أصحابها، وكان أخوه محمد الأكبر منه سنا، يهيئ له ذلك، ويعينه عليه، كما كان يتعلم الخط بالتقليد والمحاكاة، حتى كان خطه من أحسن أقرانه، ولئن كان يقال: من كان أستاذه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه، فإن الشيخ حافظا قد خالف هذه المقولة، فكان أغلب نبوغه: خطا وحفظا


(١) انظر كتابه: " حافظ الحكمي " ص ٤٢، ولكنه أخطأ في ابنه محمد، فأمه ليست بنت الشيخ القرعاوي.
(٢) مقدمة " معارج القبول "، الطبعة الثالثة ص: س.