للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الجاضع، وأملى عليه ما فاته من الدروس، وقد استمر الحال على هذا حتى عام ١٣٦٠ هـ (١).

وفي الرسالة القرعاوية، التي أملاها الشيخ القرعاوي على محرر مجلة المنهل، ونشرت في عام ١٣٦٧ هـ يقول: ثم دخلت سنة ١٣٦٥ هـ، وفي هذه السنة تفرغ الأخ حافظ لطلب العلم بإذن أبويه، وطلب مني أهل سامطة، وهو فيهم أن أترك التجول لأتفرغ للتدريس، فوافقتهم على ذلك (٢).

وهكذا أثر التلميذ في أستاذه، وصار له مساندا ومعاضدا في التدريس، فهو طالب ومدرس في آن واحد.

فقد استوعب في فترة وجيزة أمهات الكتب في الحديث والتفسير، والفقه وأصوله، والفرائض والنحو، وعلم الحديث والتوحيد، وغير هذا من المعارف التي يستوعبها بنهم شديد، وحرص أكيد، حتى قيل: إن حافظ الحكمي، كان يمر على الدرس ثلاث مرات، حيث كان يحضر شرحه للشيخ عبد الله القرعاوي، مع بقية الطلاب، ثم بعد ما يذهب الشيخ يعيده حافظ على تلاميذ الشيخ، ثم يعود للمكتبة فيقرأ ما شرح، وغير ما شرح، حتى تضلع من العلوم، واستمر على هذه الحال لا يخرج من المدرسة، ويقرأ فيها قرابة ثلاث سنوات، وكان شيخه يسكن في المدرسة، وربما تركه ونام عند القاضي إبراهيم العمودي،


(١) انظر كتاب: " حافظ الحكمي "، ص ٥٠، ٥١.
(٢) المصدر: " مجلة المنهل "، ج ٥، ص ١٩٠.