للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والنية التي تتأثر بالإخلاص لا تتجه إلا إلى الله، لذا فإنها إذا لم تتجه في عملها من منطلق الإخلاص تخلفت النية ديانة، ولذا يقول ابن حزم: (فإن نوت النفس بالعمل الذي تصرف فيه الجسد وجها ما، فليس لها غيره، وصح أن الله سبحانه وتعالى لا يقبل إلا ما أمر به، وقد أمر بالإخلاص له، فكل عمل لم يقصد به الوجه الذي أمر الله تعالى به فليس ينوب " أي ذلك العمل " عما أمر الله تعالى به "من عمل ") (١).

فمن توضأ تبردا، أو تيمم بغير نية، أو مشى بالمناسك دون نية، فإن ذلك لا يجزيه عن الوضوء، أو التيمم، أو الحج المأمور به أو المتطوع به لله تعالى؛ لأنه لم يخلص في كل ذلك لله عز وجل، ولا فعله ابتغاء مرضاته تعالى، ولا نوى به ما أمر به (٢) ولانعدام التقوى التي محلها القلب، وانتفاء النية التي هي عمل القلب (٣)، وتخلف الإخلاص، حيث إن المخلص: (هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس؛ من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل، ولا يحب أن


(١) الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم، ج ٥ - ٨ ص ٧٠٦.
(٢) الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم، ج ٥ - ٨ ص ٧٠٦.
(٣) بدائع الفوائد لابن القيم ج ٣ ص ٢٢٩ (مطبعة القاهرة).