للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وأما طهارة الخبث فإنها من باب التروك، فمقصودها اجتناب الخبث، ولهذا لا يشترط فيها فعل العبد ولا قصده، بل لو زالت بالمطر النازل من السماء حصل المقصود، كما ذهب إليه أئمة المذاهب الأربعة وغيرهم) (١).

وقال القرافي في ذلك المعنى إن النواهي: (كلها يخرج الإنسان عن عهدتها بتركها وإن لم يشعر بها فضلا عن القصد إليها) (٢)، كما قال جلال الدين السيوطي: (وأما الترك كترك الزنا وغيره فلم يحتج إلى نية لحصول المقصود منها وهو اجتناب المنهي عنه بكونه لم يوجد وإن لم يكن نية).

وبالجملة فكل ما لا يخطر بالبال من النواهي بحيث لا يفكر فيها المكلف وهو يجتنبها لا تحتاج إلى نية، ولكن المنهيات إذا قصد المكلف الكف عنها تقربا إلى الله فإنها


(١) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ج ٢١ ص٤٧٧.
(٢) القرافي، مخطوطة الأمنية في إدراك النية، لوحة ٦.